روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | فن تربية أبناء الزوج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > فن تربية أبناء الزوج


  فن تربية أبناء الزوج
     عدد مرات المشاهدة: 2748        عدد مرات الإرسال: 0

يندر أن نجد من يمكنها أن تحلّ محلّ الأمّ بديلا يقدّم الحبّ، ويداعب العواطف، ويوجّه الأبناء إلى ما فيه مصلحتهم وسعادتهم..

ويصعب على الأبناء أيضاً أن يتقبّلوا من غير أمّهاتهم أيّ نوع من التوجيه والإرشاد، بل ربّما يحملونه على أنّه محاولة للنيل منهم، أو للتنقيص من قدرهم..

ولذا تواجه زوجة الأب التي تضطر لتربية أبناء زوجها كثيراً من الضغوط، فالمجتمع ينظر إليها كشخص شرّير..والأطفال يتمرّدون بالعنف والرفض والفوضوية، والزوج قد لا يتفهّم ذلك كلّه..هذا بالنسبة لبعض زوجات الأب..وبعضهنّ الآخر قد تكون نظرة المجتمع لها حقيقيّة وفي محلها، فهي ليست إلا زارعة للألم..

ولكن..يظلّ الأطفال هؤلاء أمانة في أيدي من هم تحت رعايتهم..فإذا ما كانت زوجة الأب هي هذا الراعي..فكيف تحسن على رعيتها؟ وكيف تجعلهم يتقبّلون منها نصحها وتوجيهها وتوبيخها أحيانا؟

تقول الأستاذة ألماس محمد الهجن: إنّ موقع زوجة الأب حسّاس جدّاً، وهي موضع الإتهام دائماً..لذلك يجب عليها أن تحذر وألا تتعجّل عند أيّ تصرّف قد يوتّر العلاقة بينها وبين أولاد زوجها..فالحكمة لها دور كبير في تحسين العلاقة، ويبقى أنّ كثير من زوجات الآباء قد يخلطن بين كره الزوجة الأولى وبين رعاية الأبناء كأمانة، فيعكسن هذا الكره على تعاملهنّ فتظهر الكراهية، والحقيقة أنّ الطفل لا ذنب له في كلّ هذا..وهو يحبّ من يربيه ويهتم به أيّاً كان، ولذا فإنّ الحبّ والتدليل غير المفرط لأبناء الزوج قد يكون سبباً هامّاً في زرع المودّة بينها وبين هؤلاء الأبناء الذين قد يتوجّسون خيفة من زوجة الأب عندما تدخل دارهم، وللأب دور كبير في تحبيب الأبناء في هذه الزوجة بذكر حبّها لهم وإهتمامها بهم، وكذلك ما تقوم به هذه الزوجة بشكل واقعيّ يترجم هذه الأحاسيس، فالهدايا وإحترام رغباتهم، ومناصرتهم أحيانا وتحقيق مطالبهم، والرفق بهم، لا شكّ أنّ هذا يليّن الحديد، فكيف بقلوب أطفال أو مراهقين هم بأشدّ الحاجة إلى الحبّ والرفق.

أمّا عند التوجيه والعقاب في حالة التمادي بالأخطاء فعندما يكون العقاب ليس هدفه التجنّي والإنتقام عادلاً بين أبنائها وبينهم، وكذلك يفهم فيه الطفل لماذا يعاقب، وعندما يكون لهذا العقاب أثر في تحسين حياة الطفل، لا شكّ أنّ هذا كلّه سيكون سبباً من أسباب العرفان بالجميل عندما يكبر الطفل ويدرك ما كان يدور حوله.

وتقول الأستاذة نورة مسفر القطاني: تؤدّي زوجة الأب دوراً عظيماً حيث تعمل كثيراً ولا تشكر إلا قليلا، وتنسب إليها كلّ نقيصة في سلوك الأبناء، فهي في موقف لا تحسد عليه، فكيف تستطيع أن تقوم بدور تربويّ في حياة أبناء زوجها وتترك بصمة واضحة في حياتهم؟

إنّ إستشعار الثواب العظيم الذي يرافق تربية هؤلاء الأبناء هو خير معين لها على أداء رسالتها النبيلة ومع إحتساب النيّة.

هناك مجموعة من الطرق العمليّة التي تعين مثل هؤلاء الزوجات على هذه المهمّة، منها:

1= الحرص على تقوية العلاقة مع أبناء الزوج، وهذا يستدعي أن لا تركّز الزوجة على المشكلات القائمة، وإنّما تتعامل بحكمة على المدى البعيد.

2= تتشاور مع الزوج في أساليب التربية ولا تختلف معه أمام الأبناء في شيء من طرق التربية، وتترك أغلب الحزم له، وتتولّى أغلب جانب الحبّ.

3= لا تشكي الأبناء لأبيهم عند الخطأ، لأنّ الأب قد يتصرّف معهم بقسوة فيتولّد لديهم كره لها، وإنّما تتشاور معه وتوصل له الأمر بحكمة مع بحث أفضل الأساليب التربويّة لعلاج المشكلة أو الموقف.

4= تتعرّف على مواهبهم وتساعدهم على تنميتها من خلال شراء الوسائل المعينة لهم لإستثمار قدراتهم بشكل صحيح مع تشجيعهم على إبراز مواهب في مختلف المناسبات، ولن ينسوا لها هذا الأمر مدى الحياة بإذن الله.

5= تفتح قنوات الحوار، وتقلّل من لغة الأوامر والشدّة، وتبتعد عن إستخدام العنف ممّا يجعلها شخصيّة مقبولة عندهم ولو بعد حين.

6= تستعين ببعضهم في توجيه البعض الأخر،على سبيل المثال تكسب البنت الكبرى وتتّخذها كصديقة تساعدها في توجيه إخوتها الصغار فتكسب من الجانبين.

7= إذا كانت والدتهم على قيد الحياة تشجّعهم على برّها والإحسان إليها والتواصل معها، وإن كان هناك مجال للتواصل مع أمّهم للاتفاق على أساليب تربويّة واحدة كان ذلك أفضل.

وأخيرا نسأل الله عزّ وجلّ أن يؤلّف القلوب، ويبارك الجهود، والحمد لله رب العالمين.

المصدر: موقع رسالة المرأة.